المشهد السريع

كانت جالسة بين أهلها وأولادها تضحك وتلعب معهم وتسامر من كان موجودا في هذه الجلسة ،،،شعرت بألم بسيط في جنبها الأيسر لم تأبه له ... لكن أخذ يشتد ويشتد فاذا بها تصرخ من الألم وتخبط المجلس في لحظات وانقلب الوضع من سرور وسمر الى قلق وهم عملت الهواتف والجوالات واتصالات الى الدكتور والى سيارات الاسعاف وغابت عن الوعي .............

دقائق مرت وشهقت بعدها شهقة خفيفة ...... وصل الطبيب وسيارة الاسعاف معا فالمشفى قريب فحصها الطبيب .. أصبح غير متأكد وخاصة بعد أن سمع ما حصل قرر أن يأخذها الى المشفى ... وضعوها في سيارة الاسعاف وانطلقوا ،، واذا بركب كبير من أهلها ورائها ،،

خرج الطبيب من غرفة الطوارئ ففوجئ بمن لحق با من أهلها ماذا سيقول لهم وكيف سيشرح الموقف .......

أمها ،، أباها ،،اخوانها ،، ابنائها وزوجها ( أعظم الله أجركم لله ما أخذ وله ما أعطى ) هذا ما قاله الطبيب لقد فارقت الحياة ...........

كان المشهد سريعا !!!!

يالله منذ لحظات كانت بيننا ومعنا تضحك وتضحكنا --- نتحدث سويا ---كانت مليئة بالحياة والنشاط

كم هي هينة هذه الدنيا وكيف تضيع من بين أيدينا ....

أطفالها يبكون من حولها زوجها لا يعرف ماذا سيفعل من هول الموقف والمصاب

أمها لا حول ولا قوة الا بالله لم تعد تعي على من حولها الكل في كمد وهم وحزن .........

ولكن ليت كل ذلك ينفعها ليتهم يزيدون من عمرها ساعة او دقائق ..........

وضعت على مغتسلها مراحل حياتها تمر أمامها

كم قصرت وضيعت من حقوق وواجبات كم أهملت في حق ربها وفي حق نفسها

كم من يوم أخرت صلاتها ،، كم من مرة تركت قراءت القرآن فيها

يا الله ..... كم من مرة استغابت فلانه وفلانه

كم من مرة نامت وزوجها يوقظها لصلاة الليل فلا تلبي نداه .....

كم من مرة وقفت تشاهد في التلفاز مشاهد لا يرضى عنها الله عز وجل

كم من مرة خرجت من فمها كلمات نابية ستحاسب عليها

كم من مرة صرخت في وجه زوجها ،، وفعلت أمورا لا يحبها او يرضها ..........

وتذكرت قول الله عز وجل {حَتَّى إِذَا جَاء أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ **لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَاوَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ }المؤمنون 99 - 100

وصرخت بكل قوتها { رَبِّ ارْجِعُونِ } فاذا هي بأطفالها حولها هذا يقول ماما وهذا يلعب بخصل شعرها ............. لقد كان حلما

*****************************

أختي الحبيبة قد أكون انا او أنت في هذا الموقف ولكن ليس حلما بل واقعا فهل سيستجاب لنا اذا قلنا

{ رَبِّ ارْجِعُونِ }